سؤال: قمت بجمع تبرعات مالية في مكان عملي لأحد الزملاء حين كان مريضًا..
وذلك لتغطية نفقات علاجه في الخارج ولكن الله تعالي لم يكتب له الشفاء ووافاه الأجل فهل يجوز ان أوجه هذا التبرع لبعض المشاريع الخيرية؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول:
العبرة في تصرفات الناس بالنية التي توجه العمل ويترتب عليها الثواب أو العقاب..
وبالنسبة لما ورد في هذا السؤال يتبين ان الزميل قد جمع من زملائه مبالغ مالية لعلاج زميل آخر وقبل ان يوجه هذا المبلغ المجموع إلي غرضه. وهو العلاج.
وقد توفي المريض وأصبحت الجهة المجموع لها المال منفكة وغير موجودة.
ومن ثم فان علي من جمع المال ان يستأذن أصحابه في توجيه هذا المال إلي جهة أخري من جهة البر فان أذنوا فله ان يوجهها إلي الجهة التي رغبوا فيها.
وإلا فعليه ان يرد كل مبلغ إلي صاحبه فلعل له تصريفًا آخر في انفاق هذا المبلغ.
والعبرة أولا وأخيرًا بالنية التي من وراء هذا العمل وقد حصل الثواب بإذن الله لمن تبرعوا حتي وان كانت الجهة التي تبرعوا لها لم تعد موجودة فعلا.
فان الانسان اذا هم بحسنة فلم يفعلها كتبت له حسنة.. واما توجيه المال وانفاقه فانه يرجع إلي الرغبة الحقيقية لصاحبه قال الله تعالي: "وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".
وأما اذا أنفقه الزميل بغير اذن صاحبه فقد تشفع له النية الصالحة. ولكن يبقي انه تجاوز الاذن من أصحاب الحقوق في توجيه المال لجهته المناسبة..والله أعلم
الكاتب: آيات عبد الباقي
المصدر: جريدة "الجمهورية"